اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 50
ففي أرض العدوّ
على طمر.. وفي أرض الترفه فوق كور
وأنه كان (يصلي
في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات، لا يتركها إلا لعلة، ويتصدق من صلب
ماله كل يوم بألف درهم)
وأنه (كان يحب
العلم وأهله، ويعظم حرمات الإسلام، ويبغض المراء في الدين، والكلام في معارضة
النص)
وأنه (بلغه عن
بشر المريسي القول بخلق القرآن، فقال: لئن ظفرت به لأضربنّ عنقه)
وأنه (كان يبكي
على نفسه وعلى إسرافه وذنوبه، وسيما إذا وعظ، وكان يحب المديح، ويجيز عليه الأموال
الجزيلة، وله شعر)
وأن ابن السماك
الواعظ، دخل عليه مرة، فبالغ في احترامه، فقال له ابن السماك: (تواضعك في شرفك
أشرف من شرفك)؛ ثم وعظه فأبكاه.
وأنه عندما مر
بالفضيل بن عياض قال عنه: (الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز عليّ منه، لو مات
لرأيت أمورًا عظامًا)
وأن أبا معاوية
الضرير قال عنه: (ما ذكرت النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بين يدي الرشيد إلا قال: صلى الله على سيدي، وحدثته بحديثه a:
(وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل، ثم أحيا فأقتل)[1]، فبكى حتى انتحب[2].
وغير ذلك من
المقولات التي حولت منه صنما من الأصنام الكبرى في عقول أكثر المسلمين؛ فلذلك لا
يرضون أن يسمعوا عنه كلمة تجريح أو نقد، حتى لا تتبخر تلك الأمجاد الكاذبة التي
منعتهم من التفكير، وجعلتهم يعيشون هلوسات الأحلام والأوهام.
والمشكلة الأكبر
من ذلك كله هي إعراضهم عن النصوص المقدسة التي تتحدث عن