اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40
الفاطميين،
وإنما كانت مجرد معارك محدودة، وفي أماكن ترتبط بمصالحه، وحتى يعطي لنفسه بعض
المصداقية، وإلا فإن الحرب التي لا تقضي على العدو ستزيد في قوته، وهو ما حصل
بالفعل.
يقول صاحب
المقال مثنيا على تسامحه مع المحاربين من الصليبيين: (وتتجلى أيضاً إنسانية صلاح
الدين الأيوبي في التعامل مع أسرى الصليبيين والاستجابة لمطالبهم المشروعة وعدم
إهدار حق واحد من حقوقهم) [1]
ثم ينقل عن الدكتور
عبدالمقصود باشا ـ أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر ـ قوله: (لم
تكن فكرة الانتقام تسيطر أبداً على صلاح الدين الأيوبي وقواته كما كان الأمر في
القوات المعادية، بل كان يقدم للصليبيين كل ألوان السمو في التسامح، خاصة حين سار
بعد انتصاره في حطين إلى بيت المقدس لاستردادها، إذ أكرم كل من استسلم له من كبار
الصليبيين الذين كانوا يمتلكون مدن الساحل الفلسطيني ومن بين هؤلاء كونتيسة
طرابلس، فقد سلمت له مدينة طبرية وعاملها صلاح الدين بما يليق بها من الحفاوة
والتشريف، حيث أذن لها ولحاشيتها بالتوجه إلى طرابلس. وتحرك صلاح الدين بعد ذلك
إلى مدينة عسقلان، وكانت تقف عقبة في طريق مصر والشام، وهناك اجتمع مع أخيه الملك
العادل، ومن معه من عسكر مصر، وحاصروا المدينة، وكان ملك بيت المقدس أسيراً عند
السلطان منذ موقعة حطين، فأرسل إلى السلطان في أن يطلقه مقابل نصحه للصليبيين
الموجودين في عسقلان بترك المقاومة وتسليم المدينة، فوافق صلاح الدين على ذلك وقد
استجاب الصليبيون للنصح بعدما تأكدوا من حرج موقفهم وطلبوا الأمان وتسليم المدينة،
فأجابهم صلاح الدين وخرجوا بنسائهم وأولادهم وأموالهم إلى بيت المقدس آمنين، وتسلم