اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 38
قوافل المسلمين
التجارية بين العراق وبلاد الشام ومصر، فضلاً عن مهاجمة قوافل الحجاج المسلمين
الذين يتجهون لأداء فريضة الحج في مكة والمدينة المنورة، لذلك كان من أهم أهداف
صلاح الدين الأيوبي الدفاعية والوقائية تدمير هذا الحصن وسيده الجاحد الغادر،
فطالما بقي هذا الحصن في يد رينالد دي شاتيون (أرناط) فلا أمن ولا أمان للمسلمين
في تصريف تجارتهم وأداء فريضة الحج. وأتم صلاح الدين استعداده للهجوم على هذا
الحصن وعسكر أمام أسواره فعلاً في نوفمبر سنة 1183م)[1]
وكان الأصل ـ
كما هو معلوم في الحروب ـ أن يهجم على الحصن في أقرب فرصة ممكنة، لكنه لم يفعل،
وترك جنوده ينتظرون، ويرهقون، بسبب بسيط وهو إتاحة الفرصة لأهل هذا الحصن الظالم
بأن يحتفلوا ببعض الأعراس، في نفس الوقت الذي حرم فيه السهروردي الفيلسوف والصوفي
من الطعام، وتركه يموت جوعا، وحرم الفاطميين والعلويين من التزاوج أصلا.
يقول كاتب
المقال يصور مدى تسامح صلاح الدين مع أولئك الذين كانوا يقطعون طرق المسلمين،
ويقتلونهم، ويستولون على أموالهم: (وتصادف في هذا الشهر أن الصليبيين كانوا قد
قرروا عقد حفل زواج مهيب في هذا الحصن الشهير وأعدوا العدة وهيّؤوا كل مظاهر
الفخامة والأبهة للاحتفال بالعرس.. وأخذ كبار المدعوين من الصليبيين يتوافدون إلى
حصن الكرك لحضور حفل الزفاف دون أن يدروا أن صلاح الدين في الطريق لحصار هذا الحصن
المنيع، وما كاد الصليبيون يبدؤون مراسم الاحتفال وتعزف الموسيقى، وتأخذ الراقصات
في إدخال البهجة على نفوس الحاضرين، حتى أفزعتهم الأنباء عن الوصول المفاجئ لقوات
صلاح الدين تحت قيادته شخصياً وإلقائه الحصار على الحصن،
[1]
صلاح الدين الأيوبي أنموذج باهر للتسامح الإسلامي، صحيفة الخليج، ملحق الدين
للحياة، 18/06/2010.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 38