اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 369
الأول إما أن ينزل بهم وهو مريض، الثاني أو ينزل بهم وهو صحيح، الثالث أو ينزل بهم وهو صحيح فيمرض. فإن نزل بهم وهو مريض فبرىء فيما دون
الثلاث فهذا يجري مجرى الضيف وكما يجب عليهم إطعام الضيف وخدمته يجب عليهم القيام
على المريض ومصالحه فإنه أحوج إلى الخدمة والتعاهد من الصحيح. فإن زاد مرضه على ثلاثة أيام وله ما ينفق
على نفسه لم يلزمهم القيام بنفقته، ولكن
تلزمهم معونته وخدمته وشراء ما يحتاج إليه من ماله، وإن لم يكن له ما ينفق على نفسه لزمهم
القيام عليه إلى أن يبرأ أو يموت. فإن
أهملوه وضيعوه حتى مات ضمنوه)[1]
وهذا يجعل من الذميين مجرد عبيد
مسخرين للمسلمين الذين يفدون عليهم شاءوا أم أبوا.
وهكذا انتكس الأمر، فتحول
المسالمون الذين دعا القرآن الكريم إلى تأليف قلوبهم والمعاملة الحسنة معهم إلى
محاربين لا يمكننا أن نتدين التدين الصحيح إلا إذا أريناهم وجوهنا الكالحة، تحت
اسم [الولاء والبراء]
ولم يبق ذلك محصورا في كتب الفقه
والتاريخ، وإنما انتقل إلى المعاصرين الذين لا يزالون يفتون من تلك المصادر، ومن
الأمثلة على ذلك ما أجاب به الشيخ ابن باز عن سؤال يقول صاحبه: (يسكن معي شخص
مسيحي،وهو يقول لي:يا أخي، ونحن إخوة، ويأكل معنا ويشرب، فهل يجوز هذا العمل أم
لا؟)
فأجاب الشيخ بقوله: (الكافر ليس
أخا للمسلم، والله يقول:﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
إِخْوَةٌ﴾[الحجرات:10]، ويقول k: (المسلم أخو المسلم)[2]، فليس الكافر -يهوديا أو
نصرانيا أو وثنيا أو مجوسيا أو شيوعيا أو غيرهم- ليس أخا للمسلم، ولا يجوز اتخاذه
صاحبا وصديقا، لكن إذا أكل معكم بعض الأحيان من غير أن تتخذوه صاحبا