اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 368
سبب لتمكنهم منه، ولا بأس أن يقرأ عليهم احتجاجا عليهم به، ولا بأس أن يكتب إليهم بالآية ونحوها على
سبيل الوعظ)[1]
بل إن ابن القيم وسلفه يضعون من الشروط
المجحفة المميزة بين الأكثرية والأقلية ما يسميه بشرط الضيافة، وهو شرط لم يدل عليه أي نص من النصوص
القطعية، وقد عبر ابن القيم عن أدلته
والأحكام المرتبطة به،
فقال: (وهذا الضيافة قدر زائد على الجزية، ولا تلزمهم إلا بالشرط.. واحتج الفقهاء بالشروط العمرية وأوجبوا
اتباعها. هذا هو الصحيح.. كما أن شرطه عليهم في الجزية مستمر وإن
لم يجدده عليهم إمام الوقت، وكذلك
عقد الذمة لمن بلغ من أولادهم وإن لم يعقد لهم الإمام الذمة) [2]
ومن التفاصيل المرتبطة بهذا ما
نقله عن الشافعي من أنه (وتقسم الضيافة على عدد أهل الذمة وعلى حسب الجزية التي
شرطها فيقسم ذلك بينهم على السواء. وإن
كان فيهم الموسر والمتوسط والمقل قسطت الضيافة على ذلك.. قال الشافعي: ويذكر ما يعلف به الدواب من التبن
والشعير وغير ذلك..
قال: ويشترط عليهم أن ينزلوا في فضول منازلهم
وكنائسهم ما يكنون فيه من الحر والبرد منها إذ الضيف محتاج إلى موضع يسكن فيه
ويأوي إليه ما يحتاج إلى طعام يأكله) [3]
ولو أن مثل هذه الشروط طبقت على
المسلمين إذا نزل عليهم أهل الكتاب لكان في ذلك نوعا من العدالة، لكن المؤسف قصر ذلك على الذميين بحيث
يتحملون رغم أنوفهم طول السنة وحدهم كل ضيف يمر عليهم، ليس وحده، بل حتى بهائمه.
بل إن الشروط أكثر من ذلك، قال ابن القيم: (ومن نزل بهم لم يخل من ثلاثة أحوال: