ولسنا ندري علاقة الحديث الشريف
بالموضوع، فالحديث في حال صحته يدل على علو
المسلم بأخلاقه وقيمه الرفيعة، وهذا
العلو يدل على المعاني لا على المحسوسات، فالمسلم يعلو بخلقه وعلمه وتفكيره ومنهجه في الحياة، لا بالتطاول بالبنيان على غيره.
وللأسف نجد التطبيق الخاطئ لهذا
الحديث ساريا في الكثير من المسائل حتى في المجالس التي يجلسون فيها، قال ابن القيم: (واحتجوا بأن في ذلك إعلاء رتبة لهم على
المسلمين وأهل الذمة ممنوعون من ذلك.. ولهذا
يمنعون من صدور المجالس ويلجؤون إلى أضيق الطرق فإذا منعوا من صدور المجالس
والجلوس فيها عارض فكيف يمكنون من السكنى اللازمة فوق رؤوس المسلمين) [3]
وهكذا نرى ابن القيم وسلفه وخلفه
يتدخلون في حرية لباس أهل الكتاب، كما
تدخلوا في حرية لباس المسلمين، فقد
نقل عن أبي القاسم قوله: (وجوب
استعمال الغيار لأهل الملل الذين خالفوا شريعته صغارا وذلا وشهرة وعلما عليهم
ليعرفوا من المسلمين في زيهم ولباسهم ولا يتشبهوا بهم)[4]
ومن مقتضيات هذا الغيار الذي هو
نوع من التمييز العنصري منعهم من اللباس الطيب الجميل، فقال: (ولا يترك أهل الذمة يلبسون طيالسهم فوق
عمائمهم، لأن هذا يفعله أشراف المسلمين
وعلماؤهم للتمييز عمن دونهم في العلم والشرف وليس أهل الذمة أهلا لذلك فيمنعون
منه)[5]