اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 343
وقمعهم، وانتصر لأهل السنة، ومن
مآثره أنه كتب الاعتقاد القادري، وهو اعتقاد يستحق الدراسة والتأليف لجملة أمور،
منها أن هذا الاعتقاد على طريقة أهل السنة والجماعة، وقد أثنى عليه أئمة من أهل
السنة كابن تيمية والذهبي وابن كثير وغيرهم.. ولهذا الاعتقاد أثره الإيجابي ونفعه
المتعدي في إظهار مذهب أهل السنة ومدافعة أهل البدعة، بل إن آثاره لم تقف عند بلد
معيّن أو عصر محدد)[1]
وهذا النص وحده كاف للدلالة على
مدى الارتباط بين القادر بالله وقسطنطين الكبير، ذلك أن كليهما وجدا مذاهب متعددة،
وبدل أن يتركا الحرية الدينية، ويشرعا لشعبهما مبادئ التعايش بين المختلفين، أو
مبادئ الحوار والجدال بالتي هي أحسن، أو يبحثا عن المشتركات، فيعتبراها أصلا، ويتركا
للرعية بعد ذلك الاختيار فيما اختلف فيه، راحا ينصران فئة على أخرى، لأنها كانت
أطوع لهم، وأقرب إلى طباعهم.
ولهذا نجد الطائفيين يبالغون في
الثناء عليه، وعلى تلك الجرائم التي ارتكبها في حق المخالفين للعقائد التي أقرها،
وراح يمتحن أصحاب الطوائف المختلفة بها، ويعاقبهم على خلافها.
فقد ذكر المؤرخون أنه في سنة
408هـ (استتاب فقهاء المعتـزلة، فأظهروا الرجوع، وتبرأوا من الاعتـزال، ثم نهاهم
عن الكلام والتدريس والمناظرة في الاعتـزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام،
وأنهم متى خالفوه حل بهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم)[2]
وقد أثنى عليه سبب هذا الموقف كل
الطائفيون، ولا يزالون يمجدونه بسببه، يقول ابن تيمية: (ولهذا اهتم كثير من الملوك
والعلماء بأمر الإسلام، وجهاد أعدائه، حتى صاروا