اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 322
ولذلك نراهم يتهمون كل من يروي
مثل هذه الأحاديث الواردة عنه في الفتنة بكونه شيعيا، ومعنى كونه شيعيا في التحقيق
التاريخي هو كونه كان في جيش الإمام علي في صفين أو قبلها أو بعدها، وهل يمكن عقلا
أن يروي أحد أحاديث الإمام علي، وهو لم يكن معه في جيشه؟ وهل يمكن لأهل الشام
الذين ملأ معاوية قلوبهم حقدا على الإمام علي أن يرووا مثل تلك الأحاديث.
ولهذا سنذكر هنا ما ورد من
روايات عنه في كتب السنة وغيرها، ولا يهمنا الموقف الذي لا يطمئن إلا لأولئك
الرواة الذين وثقتهم الفئة الباغية، ومن سار في صفها.
فمن تلك الروايات قول الإمام
علي: (انفروا بنا إلى بقية الأحزاب، انفروا بنا إلى ما قال الله ورسوله، إنا نقول:
صدق الله ورسوله، ويقولون: كذب الله ورسوله)[1].
ومنها قوله: (انفروا إلى كذا،
انفروا إلى بقية الأحزاب إلى من يقول: كذب الله ورسوله ونحن نقول: صدق الله
ورسوله) [2]
ومنها قوله: (والذي فلق الحبة
وبرأ النسمة ما أسلموا، ولكن استسلموا وأسروا الكفر، فلما وجدوا أعوانا رجعوا إلى
عداوتهم منا إلا أنهم لم يدعوا الصلاة) [3]
ومنها هذه الرواية الخطيرة التي
تبين سنة الله في حصول الثورات المضادة بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفيها
أن رجلا جاء إلى على فقال: يا أمير المؤمنين، هؤلاء القوم الذين نقاتلهم: الدعوة
واحدة، والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحج واحد فبم نسميهم؟ قال: تسميهم بما
سماهم الله في كتابه. قال: ما كل ما في الكتاب أعلمه. قال: (أما سمعت الله قال:
﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ
كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ