اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 317
هجاء في معاوية وعمرو؛ وعمار
يقول له: الصق بالعجوزين فقال له رجل: أيقال الشعر عندكم ويُسب أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ويُسب أصحاب بدر؟! فقال: (إن شئت
فاسمع، وإن شئت فاذهب، فإن معاوية وعمراً قعدا بسبيل الله يصدان عنه، فالله سابهما
وكل مسلم، وإنه لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: قولوا لهم كما يقولون لكم فإن كنا لنعلمه الإماء بالمدينة) [1]
ومن تلك الروايات، وهي تدل على
شخصية عمار الذي رباه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على يده وكان من نجباء أصحابه، ومن التلاميذ الصادقين للنبوة، ما
حدث به عبد الملك بن أبي حرة الحنفي، أن عمار بن ياسر خرج إلى الناس، فقال: (اللهم
إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته، اللهم إنك
تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في صدري ثم أنحني عليها حتى تخرج من
ظهرت لفعلت، وإني لا أعلم اليوم عملاً هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو
أعلم أن عملاً من الأعمال هو أرض لك منه لفعلته)[2]
ومن تلك الروايات التي يتستر
عليها أحباب معاوية، وأنصار الملك العضوض، هذه الرواية الخطيرة التي تصور واقع
الثورة المضادة التي قام بها معاوية، ووعي السابقين من الصحابة لذلك، فقد حدث
أسماء بن الحكم الفزارى قال: كنا بصفين مع على بن أبى طالب تحت راية عمار بن ياسر،
ارتفاع الضحى - استظللنا ببرد أحمر، إذ أقبل رجل يستقرى الصف حتى انتهى إلينا
فقال: أيكم عمار بن ياسر؟ فقال عمار بن ياسر: هذا عمار. قال: أبو اليقظان؟ قال:
نعم. قال: إن لى حاجة إليك فأنطق بها علانية أو سرا؟ قال: اختر لنفسك أي ذلك شئت.
قال: لا، بل علانية. قال: فانطق. قال: إني خرجت من أهلي مستبصراً في الحق