اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 30
ظهورهم فقط،
وإنما تشير إلى جرائمه في حق الثقافة والتراث الإنساني.. ولو أن عمره امتد لقضى
على كل الآثار التاريخية في مصر، ونقل كل الأهرامات، ولم تعد مصر تلك التي نعرفها،
والتي حفظت الأهرام وغيرها من آثارها الكثير من تاريخها، بل تاريخ الإنسانية
جميعا.
8 ـ صلاح
الدين.. والشؤون الدينية والثقافية:
أما جرائم صلاح
الدين في حق الثقافة والدين؛ فلا عد لها ولا حصر، ذلك أنه حاصر الثقافة والمثقفين،
ونكل بهم، وأحرق الكتب، وقام بحرب طائفية خطيرة كانت أسوأ نموذج للحكم الإسلامي.
وقد أشار محمد
كامل حسين إلى بعض جرائمه في هذا الجانب، فقال: (وكانت الحياة في مصر الفاطمية كما
رأينا جانباً منها تدعو إلى ازدهار الشعر وإلى كثرة ما أنتجه الشعراء في كل فن من
فنون الشعر وكل موضوع من موضوعاته، ولكن هذه الموجة الفنية التي طغت على مصر،
سرعان ما أبادها الأيوبيون فيما أبادوه من تراث هذا العصر الذهبي في تاريخ مصر الإسلامية،
فضاع الشعر ولم يبق منه إلا اسم الشاعر أحياناً إن قُدِّر لاسمه البقاء، ونحن لا
نتردّد في اتّهام الأيوبيين بجنايتهم على تاريخ الأدب المصري؛ لتعمدهم أن يمحوا كل
أثر أدبي يمت للفاطميين بصلة، فقد أحرقوا كتبهم بما فيها من دواوين الشعر خوفاً من
أن يكون بالشعر مديح للأئمة وهو كفر بزعمهم.. فضاع أكثر شعر مصر الفاطمية بسبب هذا
التعصب المذهبي)[1]
وأشار باحث
معاصر آخر إلى بعض تلك الجرائم؛ فقال: (إن صلاح الدين الأيوبى دمر مصر كلها، ولم
يقم بتدمير تاريخ الفاطميين والشيعة فقط، حيث إن تدميره لمكتبة دار