اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 28
المديح الذي
يكال للمستبدين والظلمة، والذين أمرنا بالإنكار عليهم أحياء وأمواتا، كما قال
تعالى: { وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا
لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ } [هود: 113]
7 ـ صلاح
الدين.. والشؤون الداخلية للدولة:
لم تكن تلك
جرائم صلاح الدين الأيوبي وحدها.. فلا يمكننا في هذا المقال القصير أن نعدد ما
ارتكبه من جرائم، ولكنا نشير فقط إلى أمهاتها وأخطرها، والمشكلة في تهوين تلك
الجرائم هو عدم كوننا قد عشنا تلك الفترة، ولم نكتو بنيرانها، ولو أنا كنا كذلك،
لكان موقفنا مختلفا تماما.
ولذلك نحاول أن
نتقمص بعض رعية ذلك العصر، لنعيش المأساة التي عاشوها، وهم في كل لحظة يحملون
أبناءهم على أكفهم ليقدموهم لصلاح الدين أو إخوته أو أبنائه، لا ليقدموا أرواحهم
في سبيل الله، ويطردوا المعتدين الصليبيين من بلادهم، وإنما ليقدموهم فداء للسلطان
المبجل، وإرضاء لغريزته في التسلط، والإستحواذ على أكثر المناطق.
ولم يكن السلطان
صلاح الدين يكتفي منهم بذلك.. بل إنه قام باستعباد الفلاحين الأحرار، كما ذكر
المقريزي ذلك، فقال: (ويسمى المزارع المقيم بالبلد: فلاحا قرارا، فيصير عبدا قنا
لمن أقطع تلك الناحية إلا أنه لا يرجو قط أن يباع ولا أن يعتق بل هو قنّ ما بقي،
ومن ولد له كذلك، بل كان من اختار زراعة أرض يقبلها كما تقدّم، وحمل ما عليه لبيت
المال، فإذا صار مال الخراج بالديوان أنفق في طوائف العسكر من الخزائن)[1]
وقد ذكر الدكتور
حسين مؤنس بعض ما فعله صلاح الدين من جرائم في حق عامة الناس؛ فقال: (وكانت
مشاريعه ومطالبه متعدّدة لا تنتهي، فكانت حاجته للمال لا تنتهي