اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 276
العام 1636.
لكن السلطان مراد الرابع بدل أن
يبني له مركز أبحاث للطيران، راح يدبر مؤامرة لاغتياله فنفاه إلى الجزائر، وأمر
البحارة سرا بإعدامه، فألقوا بجثته في البحر المتوسط[1].
وهذا ما حصل أيضا لـ [حسن
لاغاري] الذي (وضع أول لبنة في علم صناعة الصواريخ باستخدام البارود)، لكن السلطان
الجاهل أصدر قرارا بمنعه من مواصلة أبحاثه العلمية، ثم نفاه إلى ولاية القرم حيث
أمر حاكمها، سلامت غيراي خان، بالتخلص منه فقتله رميا بالرصاص[2].
3 ـ التخلف الأخلاقي:
وهو من أخطر النواحي، وقد كان
للأسف سائدا ومنتشرا، ليس بين العوام فقط، وإنما بين السلاطين الذين يدافع
الإسلاميون عنهم، على الرغم مما يذكره المؤرخون من أخلاقهم ومجونهم، وهذا دليل على
استبعاد المنهج القرآني في الحكم على الأشياء.
ومن الأمثلة على ذلك السلطان
بايزيد الأول، والذي وصفه المفاخرون بالمجد المزيف بأنه (كان شجاعاً شهماً كريماً
متحمساً للفتوحات الاسلامية)[3]، وقد نسوا أن يضموا إلى تلك
الصفات كونه سلطانا مدمنا على الخمر والمجون وكل أنواع المنكرات.
وطبعا هم لم يفعلوا هذا، حتى لا
يشوهوا ما يعتبرونه فتحا، ذلك أن اسم [الفتح] لا ينطبق إلا على أصحاب الأخلاق العالية،
والقيم الرفيعة، لا أولئك المنحرفين، الذين يستعملون ما يسمونه فتحا وسيلة لتوسيع
الممتلكات، وتحقيق الشهوات.