اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 275
دعوى التجديد واعتبرها بدعة
وتحريفا للدين قبل أن يتهمه بالإلحاد والزندقة، وتقدموا جميعا بشكوى إلى السلطان
بايزيد الثاني ـ الذي كان قد تولى الحكم بعد أبيه ـ وهم يوغرون صدره ضد لطفي
ويقولون له إنهم شاهدوا أفعالا وأقوالا له تستوجب القتل)[1]
وقد حكم عليه نتيجة لذلك
بالإعدام، وتم إعدامه عام 1494، وعلق رأسه على أبواب قصره ليكون عبرة لمن تسول له
نفسه التفكير في التطاول على دولة آل عثمان.
ونفس الحكم نفذ على [بيري ريس]
الذي برع في علوم البحار ورسم الخرائط، واستطاع رسم خريطة للعالم عام 1513 وأهداها
للسلطان سليم الأول بجانب كتاب بحرية الذي قدمه للسلطان سليمان القانوني، وتبنى
مشروعا لمشاركة العثمانيين في اكتشاف القارات الجديدة، بعدما أكد نظرية كروية
الأرض.
لكن ذلك لم يطل حيث أن أبحاثه
العلمية حول كروية الأرض ووجود قارات جديدة لم يتم اكتشافها بعد أثارت عداء مشايخ
العثمانيين. فاتهموه بالجنون ومخالفة إجماع المسلمين، وطلبوا من سليمان القانوني
قتله، فاتخذها السلطان ذريعة للتخلص منه، وأرسل إلى والي مصر ليجهز عليه، فحكم
عليه بالإعدام عام 1554، بعدما صادر أمواله[2].
وهذا ما حصل أيضا لـ [هزارفن
أحمد جلبي]، الذي كان من أشهر علماء عصره في الرياضيات والهندسة والطبيعة، وامتلك
معرفة واسعة حول كل العلوم والفنون، وكان من المهتمين بعلم الفضاء مما جعله رائد
الطيران الشراعي.
وقد كان يقوم في منزله بالتجارب
المختلفة، حيث نجح في محاولاته، وذاع صيته بالولايات العثمانية ولقب بـ [هزارفن]
أي صاحب الألف فن، حيث قام بتسع محاولات ناجحة للطيران الشراعي لمسافات قصيرة في
أت ميداني (ساحة الخيول) بإسطنبول في