اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 270
وهو أبرز نواحي التخلف، وأساسها،
ذلك أن الدين تحول في العهد العثماني، من موجه للأمة، ومصحح لمسيرتها إلى أداة بيد
السلطان يضرب به من شاء، ويقرب من شاء.
وهكذا تحول عالم الدين إلى مجرد
خادم بسيط للسلطان، ينفذ له رغباته، ويفتي له بحسب هواه، ويطوع له الرعية، ويفتي
بقتل من تمرد منها، أو حاول التخلص من الاستبداد.
ومن الأمثلة على ذلك [فخر الدين
عجمي] ذلك الذي تولى أخطر المناصب الدينية في العهد العثماني، منصب [شيخ الإسلام][1]، والذي كان يدا من أيادي
السلطان التي يرسلها على من شاء تقريبه أو إبعاده.
يقول بعض الباحثين في التعريف
بأدواره القذرة في تشويه الدين: (24 عاما أمضاها شيخ الإسلام في مخالفة الشريعة
الإسلامية، ليرضي نزوات سلاطين القصر، فأفتى بقتل الإخوة، وأباح معاشرة الجواري
والغلمان، وأجاز سفك دماء المعارضين، وحلل التصوير للأمراء وحرمه على الرعية،
وبارك استبدال قوانين أوروبا المتمردة على الدين بفتاوى فقهاء السلطان) [2]
هذه خلاصة الأعمال الجليلة التي
قام بها هذا المفتي، ومن خلالها أبرز موقف الدين من تلك الجرائم التي كانت تحصل كل
حين، والتي سرعان ما تجد من يسوغها دينيا، أما تفاصيلها، فقد ذكر المؤرخون أن (فخر
الدين تدرج إلى القصر في وقت كان فيه مراد الثاني في أشد الحاجة لرجل دين يوطد
سلطته بعد أن طالت فترة حكمه، ودب الخلاف بين أولاده
[1]
شيخ الإسلام: يراد به المفتي الأكبر في الدولة العثمانية، وكان مقره بالآستانة وقد
نشأ هذا المنصب حين خص السلطان محمد الفاتح المفتي بهذا اللقب سنة 1451م، ثم أخذت
مكانة المنصب تعلو حتى غدا منصبًا ذا وزن في عهد السلطان سليم الأول، وفي عهد
السلطان سليمان القانوني، غدت مشيخة الإسلام مؤسسة إدارية وقانونية مهمتها إرساء
القواعد التبريرية للسياسة السلطانية عبر فتاويها واجتهاداتها.[ حسان حلاق؛ عباس
صباغ (1999). المعجم الجامع في المصطلحات الأيوبية والمملوكية والعثمانية ذات
الأصول العربية والفارسية والتركية (الطبعة الأولى). بيروت: دار العلم للملايين.
ص133.]
[2]
شيخ الإسلام العثماني.. بدعة رأس النفاق، موقع عثمانلي 29 أكتوبر 2018.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 270