اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 243
وأعلن العصيان عليها وحاول أن
يستولي على حلب إلا أنه فشل في ذلك وأمر السلطان سليمان بقمع الفتنة فقمعت وقطع
رأس المتمرد جان بردى وأرسل الى استنبول دلالة على انتهاء التمرد)[1]
هذا عن التمرد الأول، والصلابي
يحاول تهوينه، بتصوير أن القضاء عليه لم يكلف سوى قطع رأس المتمرد مع أن الوصول
إلى رأسه سبقه قطع رؤوس كثيرة من الجيش العثماني، أو من جيش المتمردين، والذين
كانوا جميعا من المسلمين، ومن المدرسة السنية نفسها، ولم يكن بينهم صفوي، ولا
مجوسي واحد.
ثم ذكر التمرد الثاني الذي حصل
في عهد سلطان واحد، فقال: (وأما التمرد الثاني فقد قام به أحمد شاه الخائن في مصر
وكان هذا عام 930هـ/1524م وكان هذا الباشا طامعاً في منصب الصدر الأعظم، ولم يفلح
في تحقيق هدفه، وطلب من السلطان أن يعينه والياً على مصر فعينه، وما أن وصل الى
مصر حتى حاول استمالة الناس وأعلن نفسه سلطاناً مستقلاً إلا أن أهل الشرع وجنود
الدولة العثمانية من الإنكشارية قاموا ضد الوالي المتمرد وقتلوه وظل اسمه في كتب
التاريخ مقروناً باسم الخائن)[2]
وأنا أجزم، بل أقسم أن هذا الذي
سماه الصلابي خائنا، وذكر أن كل كتب التاريخ تسمه كذلك، لو استطاعت حركته التي
سماها حركة تمردية أن تقضي على السلطان سليمان القانوني، لأصبح في عينه وفي كتب
التاريخ حاكما صالحا، ويوصف بكونه قضى على الخائن سليمان القانوني وجرائمه.. وهكذا
تصبح الغلبة هي الحَكم في المواقف، لا القيم التي أمرنا الله تعالى أن نزن بها كل
الأمور.
ثم ذكر التمرد الثالث، وهو
التمرد الذي يعجب أمثاله، والذي عبر عنه بقوله:
[1]
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط (ص: 200)