اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 196
يصبروا، وأن يقرؤوا ما أذكره
بهدوء، ويمكنهم أن يراجعوا المصادر من خلال الصفحات التي أوثق منها.. وسيروا
الحقيقة بأعينهم.
وأنا أعلم أن سادتهم الذين
يتبعونهم قد علموهم الكثير من الحيل التي يخرجون بها من المضايق التي تحرجهم، ومن
أهمها قراءتهم لقوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ
وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [البقرة:
134]، أو قولهم: نحن نعيش الواقع، ولا يهمنا التاريخ.
لكنك لو سكت عن جرائم
العثمانيين، ورحت تتحدث عن جرائم الصفويين، واكتفيت بها، لامتلأوا سرورا بذلك،
وذكروا لك أن هذا المنهج القرآني، وأن الله تعالى حدثنا عن التاريخ، لنأخذ منه
العبر، حيث قص علينا قصة عاد وثمود والمدائن والمؤتفكات.. وذكر لنا فرعون وهامان
وقارون.. وكل ذلك حتى نميز بين الطيبين والمجرمين، و{لِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ
الْمُجْرِمِينَ } [الأنعام: 55]، وهكذا يسردون عليك من النصوص ما يجعلك تتحدث بما
يشتهون، لا بما تقتضيه الحقيقة.
وبناء على هذا سأضع مجموعة
أسئلة، وأطلب منهم أن يجيبوا عنها من خلال مصادرهم، ليكتشفوا الحقيقة، وأنا لا
أطالبهم حينها بأن يكفوا عن هجاء الصفويين؛ وإنما أطلب منهم أن يهجوا كلا من
العثمانيين والصفويين بحسب مقدار جرائمهم؛ فلا يجوز أن نمارس ما حذر منه رسول الله
a عندما قال: (إنما
أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف
أقاموا عليه الحد)[1]
وبما أن الأسئلة كثيرة؛ فقد رأيت
اختصارها في سبعة أسئلة:
أولها ـ من مارس جرائمه في
البلاد العربية والإسلامية: هل العثمانيون، أم الصفويون؟