responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 195

93]

وسيرى ذلك الذي يشنع على الصفويين في نفس الوقت الذي يترضى فيه على العثمانيين بعينه، ومن المصادر التي يعتمدها، الحقائق التي يكتمها، ويتهرب منها، ويحاول بشتى السبل أن يفعل ما نص عليه ذلك المثل العربي الذي أصبح قانونا يمارسه الطائفيون بكل بشاعة: (رمتني بدائها وانسلت)

وقبل أن أفكك ذلك السؤال إلى أسئلة فرعية أجيب عليها على ضوء المصادر التاريخية، أحب أن أذكر قاعدة وقانونا أعتمده في الحكم على جميع الأحداث التاريخية، وهي أني أعتبر كل نظام ملكي، لا يعتمد الكفاءة والتقوى في المناصب التشريعية والتنفيذية والقضائية، حكما استبداديا ظلاميا، أو كما سماه رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم [ملكا عضوضا]

ولذلك لم يكن سؤالي: أيهما الأفضل؟.. لأني أعلم أن كليهما نظام ملكي، مبني على الفرد، لا على المؤسسات، وبالتالي كان مجرد وجود هذا النوع من الحكم جريمة، بنص الحديث الشريف الذي سبق ذكره، ولذلك لم أقع ـ بسبب تحكيمي للقرآن الكريم والسنة المطهرة في نقد الأحداث التاريخية ـ على أي ازدواجية في المعايير.

ذلك أن الذين ينكرون على الصفويين، ويثنون في نفس الوقت على العثمانيين يقعون في تطفيف كبير، ذلك أن كل جريمة ارتكبها الصفويون ارتكب مثلها أو أكثر منها العثمانيون.. لكنهم لتناقضهم، يهجون الصفويين، ويمدحون العثمانيين، بل يتمنون رجوعهم.

ولا يكتفون بالتناقض فقط، وإنما يضيفون إليه الكذب؛ فيحكمون على إيران الحالية بكونها صفوية، مع أنها ليست دولة ملكية، بينما لا يذكرون عن تركيا أنها دولة عثمانية، وإن ذكروا ذلك، فهم يذكرونه من باب المدح، لا من باب الهجاء.

وأنا أحب أن أخلّصهم من ذلك التطفيف، وذلك التناقض، ولا أطلب منهم سوى أن

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست