لكن ذلك لم يدم طويلا إذا أن
الاسبان ابتدعوا وسائل أخرى لتنصير المسلمين لم تعد تجد فيها فتوى ذلك الوهراني
شيئا، ومن أهمها فرض الضرائب الكبيرة على المسلمين، حتى يستردوا من خلالهم كل ما
أخذه أجدادهم من غنائم، يقول الكتاني: (أخذ فراندو الكاثوليكي يتنكر للوعود التي
قطعها على نفسه بمعاملة النصارى الجدد في موضوع الضرائب معاملته للنصارى القدامى
حتى قبل سنة 1510 م حيث طبق على المورسكيين ضرائب خاصة بهم سميت ب [الفارضة] تنقسم
إلى أربعة أجزاء، ثلاثة منها تسمى بالفارضة العظمى، وتضم غرامة سنوية قدرها 21.000
دوقة ذهبية، وأخرى فوق العادية قدرها 5.000 دوقة، وضريبة من 10.000 دوقة لبناء قصر
للملك في غرناطة. والفارضة الرابعة، وتسمى الفارضة الصغرى، أو فارضة البحر لتمويل
حراس البحر، ومات فراندو الكاثوليكي، وهو يوصي أولاده بالقضاء على الإسلام وتحطيم
بقايا الديانة المحمدية في إسبانيا، بعد أن ذاقت الأمة الأندلسية من ظلمه وغدره
وتعسفه الأمرين)[2]
ونحب أن نشير إلى أن استرداد
الإسبان لأموالهم التي أخذها منهم المسلمون في بداية الفتح غنائم لهم، لم تتم فقط
بعد الخروج من الأندلس، وإنما كانت تتم قبل ذلك، فقد كان ملوك الطوائف وغيرهم،
يسلمون الجزية والضرائب الكثيرة للمالك الاسبانية حتى لا تغير عليهم، أو حتى
يستعينوا بها على غيرهم من المسلمين.
ولم يقتصر الأمر على المال، فقد
استعمل الإسبان كل الوسائل لتنصير المسلمين تنصيرا كاملا، وحصل لهم الكثير مما
أرادوا، يقول الكتاني في ذكر بعض مشاهد ذلك: (في سنة 1518 م أصدر الملك أحكامًا
قاسية بحق المسلمين فأوفد الأندلسيون للملك وفدًا