اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 15
وحتى نيسر فهم
ما فعله صلاح الدين الأيوبي في ذلك الحين، ونطبقه على هذا الحين لأولئك الذين
يريدون عودة صلاح الدين من جديد.. تصوروا لو أن حاكما قويا من حكام المسلمين أتيح
له بطريقة ما أن يحرر القدس.. ثم بعد سنوات قليلة يسلم سورية ولبنان وفلسطين
والعراق للصهاينة.. ثم يقوم بحرب على كل البلاد الإسلامية، فيدمرها جميعا، ويحولها
إلى دويلات صغيرة تتصارع فيما بينها.. هل يمكن أن نعتبر هذا الحاكم حاكما صالحا،
وهل ندعو الله أن يطيل عمره، لنذوق على يديه الكثير من كؤوس الألم والمعاناة.
تخيلوا الأمر
فقط.. لتصابوا بعد ذلك بالغثاء.. فلعل ذلك الغثاء يزيل تلك الأوهام عن عقولكم.
3 ـ صلاح
الدين.. وإجهاض مقاومة الصليبيين:
ولم يكتف صلاح
الدين بتلك الجرائم مع كثرتها، وإنما كان يستعمل كل الوسائل لإجهاض أي مقاومة ضد
الصليبيين، إذا ما أدت تلك المقاومة إلى إدخال البلاد المحررة إلى حكم آخر غير
حكمه.. وهو يفعله تماما أولئك الذين يرددون الآن، وبكل وقاحة: (لا نريد فلسطين
تحررها حماس أو حزب الله، أو تشارك إيران في تحريرها).. ويقولون: (نقبل بفلسطين
اليهودية، ولا نقبل بفلسطين الشيعية الإيرانية)
وهكذا فعل صلاح
الدين الأيوبي تماما عندما أعطى الفرصة للصليبيين، ووقف في وجه الجيش الذي يريد
مقاومتهم، بل كان سندا لهم ليستمر وجودهم، وقد ذكر ذلك كل المؤرخين.. لا الرافضة
المجوس.. وإنما المؤرخون من أهل السنة والجماعة، والذين يعتمد عليهم الجميع في
كتبهم التاريخية.
ومن الأمثلة على
ذلك ما ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 567هـ؛ فقد قال: (في هذه السنة جرت أمور
أوجبت أن تأثّر نور الدين من صلاح الدين، ولم يُظهر ذلك، وكان سببه أن صلاح الدين
يوسف بن أيوب سار عن مصر في صفر من هذه السنة إلى بلاد الفرنج غازياً،
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 15