اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14
عقد صداقة مع
صلاح الدين الذي اعتبره من أعاظم ملوك المسلمين، وأتمَّ حجَّه إلى بيت المقدس ووضع
يده على قبرص.. وبذلك تكون معظم المكاسب التي حقَّقها صلاح الدين - فيما عدا
استعادته لبيت المقدس - قد ضاعت بسبب تنافس الأمراء الأيوبيين واختلاف كلمتهم)[1]
هذه شهادة هذا
المؤرخ الكبير، والتي تدل عليها كل المصادر التاريخية، والتي ذكرنا سابقا بعضها،
ولمن شاء المزيد يمكنه أن يقرأ ما قاله شيخ المؤرخين العرب [أحمد بن علي المقريزي]
المعروف بـ [تقي الدين المقريزي] (764 هـ ـ 845 هـ)، فقد قال في كتابه المشهور
[الفتح القسي في الفتح القدسي]، والذي أرخ فيه لبطولات صلاح الدين الأيوبي: (وعاد
إلى القدس، وعقد الهدنة بينه وبين الفرنج مدّة ثلاث سنين وثلاثة أشهر، أوّلها حادي
عشر شعبان، على أنّ للفرنج من يافا إلى عكا إلى صور وطرابلس وأنطاكية، ونودي بذلك،
فكان يوماً مشهوداً)[2]
وقال عماد الدين
الكاتب (519 هـ - 597 هـ) ـ مؤرخ وأديب وشاعر الدولة النورية والأيوبية والذي كان
معاصراً لصلاح الدين ـ: (وجعل لهم من يافا إلى قيسارية، إلى عكاء إلى صور، وأبدوا
بما تركوه من البلاد التي كانت معهم الغبطة والسرور، وأدخلوا في الصلح طرابلس
وأنطاكية والأعمال الدانية والنائية)[3]
ألا ترون من
خلال هذه النصوص الخدمات الكبيرة التي قدمها صلاح الدين الأيوبي للصليبيين مجانا..
وكل ذلك حتى يتاح له أن يحرر بلاد الإسلام من المسلمين.. ويجعلها في كنفه وسلطته،
لكونه أكثر رحمة بها من غيره من الحكام.