responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 103

على تحريف الدين، وتحويله إلى الدجل والخرافة، أولهما في نشر روايات التجسيم، والثاني في الاهتمام بالرقية والخرافات المرتبطة بها.. وكلاهما لا نزال نراه إلى اليوم.

أ ـ المتوكل ونشر روايات التجسيم:

من المعروف أن ذلك العصر الذي عاش فيه المتوكل كان عصرا من عصور تدوين الروايات التي أسست للعقائد والتفسير وجميع العلوم الإسلامية، وهنا كانت خطورة المتوكل إذ أنه حاصر جميع المدارس الإسلامية، ولم يترك سوى المدرسة السلفية ـ ممثلة فيمن يسمون أنفسهم [أهل الحديث] ـ لتبث عقائدها في الأمة، وتركز خصوصا على المواضع التي تختلف فيها مع الشيعة والمعتزلة اللتين يبغضهما المتوكل بغضا شديدا.

وبما أن كلا من المعتزلة والشيعة كانا مهتمين بتنزيه الله تعالى عن التشبيه والتجسيم؛ فقد كان اهتمام سلفية ذلك العصر ـ بتحريض من المتوكل ـ نحو بث عقائد التشبيه والتجسيم، ولذلك شبهناه بقسطنطين الأول في المسيحية، والذي نصر التثليث على التوحيد، كما نصر المتوكل التجسيم على التنزيه.

وقد ذكر ابن كثير، ذلك مثنيا عليه بسببه، وإن كان يعترف في نفس الوقت بانحرافاته الأخلاقية، فقال: (وارتفعت السنة جدا في أيام المتوكل عفا الله عنه، وكان لا يولي أحدا إلا بعد مشورة الإمام أحمد، وكان ولاية يحيى بن أكثم قضاء القضاة موضع ابن أبي دؤاد عن مشورته، وقد كان يحيى بن أكثم هذا من أئمة السنة، وعلماء الناس، ومن المعظمين للفقه والحديث واتباع الأثر، وكان قد ولى من جهته حيان بن بشر قضاء الشرقية، وسوار بن عبد الله قضاء الجانب الغربي)[1]

ومن عجائب الصدف أن آل السعود الذين يؤثرون في الفتوى ومناصب الدين أمثال


[1] البداية والنهاية (10/ 348)

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست