responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 100

يستنبط منها ما عبر عنه بقوله: (استفدنا من هذا أن المتوكل كان متمذهبًا بمذهب الشافعي، وهو أول من تمذهب من الخلفاء) [1]

متناسيا أنه هو نفسه الذي روى عنه قوله مخاطبا يزيد المهلبي: (يا مهلبي، إن الخلفاء كانت تتصعب على الرعية لتطيعها وأنا ألين لهم ليحبوني ويطيعوني) [2]

لكن هذا المنهج لم يعتمده مع الجميع، بل اعتمده مع من يريد تحويلهم إلى مطايا يستعملها لضرب خصومه، والتمكين لنفسه.. ولذلك نال منه الحنفية والمعتزلة والشيعة كل ألوان البلاء..

وسنحاول هنا أن نذكر بعض ما قام به في فترة خلافته، لنجيب على ذلك السؤال الذي جعلناه عنوانا لهذا المقال، ونعرف من خلاله حقيقة انتصاره للسنة، وأي سنة انتصر لها، وأي بدع أخمدها أو حاول إخمادها.

1 ـ المتوكل.. وتحريف الدين:

من أكبر جرائم المتوكل التي لا تزال تتابعنا إلى هذا العصر ما وفره من أجواء ساعدت على تحريف الإسلام المحمدي الأصيل، وتحويله من دين ممتلئ بالعلمية والعقلانية والحضارة إلى دين ممتلئ بالدجل والخرافة والتخلف.

ولذلك، فإن المدرسة السلفية التي لقيت الحظوة لديه، انتشرت في عصره انتشارا شديدا، بل كان له الدور الأكبر في تحويلها إلى كيان قائم بذاته، لا يزال ممتدا إلى اليوم، بل يمكن اعتبار السلفيين المعاصرين المعجبين به ضحية من ضحاياه.

وقد أشار الشيخ حسن بن فرحان المالكي إلى ذلك، فقال: (أتى المتوكل عام 232 هـ؛ ومال مع العامة ضد الأتراك والثقافة السابقة برمتها؛ فعظم أهل الحديث ـ وعلى رأسهم


[1] المرجع السابق، (ص: 256)

[2] المرجع السابق، (ص: 256)

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست