اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 99
فابكوا على جعفر
وارثوا خليفتكم.. فقد بكاه جميع الإنس والجان)[1]
وهكذا صاروا
يذكرون أن السماء ضجت لموته، وأن الحزن شمل الخلائق جميعا، حتى أولئك الجان الذين
يذكرون أن المتوكل كان يقرهم بالرقاة، حزنوا عليه، وتألموا لما فعله ولده به.
وحرصا على الرؤى
المتواترة التي تضمن له الجنان، وتجعله من المعصومين الذين لا يحل نقدهم، ولا
الاقتراب من ساحتهم، تلك الرؤيا التي يروونها عن الإمام أحمد، والتي رآها بعد أشهر
من قتل المتوكل، وحينها سأله عن حاله والحساب الذي حوسب به، وما فعل الله به،
فقال: (غفر لي بقليل من السنة أحييتها)، فسأله الإمام أحمد: (فما تصنع ههنا؟)، فقال: (أنتظر محمدًا ابني أخاصمه إلى الله)[2]
وكما استولى
المتوكل على قلوب الحنابلة، راح يستولي على قلوب الشافعية، ولم يفعل سوى أن ردد
على مسامعهم هذه العبارات التي يتقن الساسة ترديدها ليستخفوا رعاياهم؛ فقد قال
مخاطبا لهم: (واحسرتا على محمد بن إدريس الشافعي، كنت أحب أن أكون في أيامه فأراه
وأشاهده، وأتعلم منه، فإني رأيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
في المنام وهو يقول: أيها الناس إن محمد بن إدريس المطّلبي قد صار إلى رحمة الله
وخلف فيكم علمًا حسنًا فاتبعوه تهدوا)
ثم ردد بعدها
بخشوع: (اللهم ارحم محمد بن إدريس رحمة واسعة، وسهل علي حفظ مذهبه، وانفعني بذلك)[3]
وقد أعجب
السيوطي المتمذهب بمذهب الشافعي بهذه الرواية إعجابا كبير، وراح