قاطعني أحد
الحاضرين، وقال: إن القاسم المشترك لمعظم حالات الانتحار هو الشعور باليأس وفقدان
الأمل بالتقدم في الحياة وليس بالضرورة بسبب أمراض عقلية، لذلك فإن الباحثين
يقولون بأن هناك حاجة لتقييم أوضاع الأشخاص الذين يمكن أن يقدموا على الانتحار.
قلت: ألهذا ختمت
الآية التي تنهى عن قتل النفس بذكر رحمة الله، وكأنها تشير بذلك إلى أن أعظم أسباب
الانتحار هو اليأس من رحمة الله.
قال: أجل، وهي تشير
بذلك إلى العلاج الذي ينبغي إعطاؤه لمن وقع في هذا اليأس.. وهوالعلاج الذي
يعتمدونه هنا.. فإنهم يرسلون كل من يرون فيه أمارات اليأس إلى قسم الأمل.
قلت: الحمد لله..
فشعوبنا المحافظة تخلومن هذا النوع من العدوان.
قال: لا.. أنتم
تتقنون فنا آخر من فنون الانتحار.
قلت: أللاتنحار
فنون؟
قال: أجل.. أبشعها
ما تقعون فيه.
قلت: كيف؟
قال: المنتحر ينتحر
بإرادته، وفي الوقت الذي يريد.. أما أنتم فتنتحرون رغم إرادتكم.. وفي الوقت الذي
لا ترغبون فيه.
قلت: ما هذا ـ يا
معلم ـ.. إن هذه دعوى خطيرة لن يقبلها قومي إلا ببينة.
قال: أخطر الانتحار
وأعظمها انتشار تعريض النفس لأخطار الأمراض دون الاهتمام بصحتها.. ألم تسمع قوله a:( لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه) قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: (يتعرض
من البلاء لما لا يطيقه)[1]؟