قلت للمعلم: عرفت سر
كون الإثم من أبواب العلل التي ينبغي سدها، فما سر كون العدوان من هذه الأبواب؟
قال: العدوان هو
الذنوب المؤثرة على سلامة الفرد والأسرة والمجتمع والكون، فهذه الذنوب لها آثارها
الخطيرة في إحلال البلاء، ورفع العافية.
ولهذا لعن a من ضار مؤمنا أو مكر به، فقال a:(ملعون من ضار مؤمناً أو مكر به)[1].. بل أخبر a أن من عامل
غيره بالضرر عامله الله بجنس معاملته لغيره، فقال:(من ضار أضر الله به)[2]
قلت: فما هذه الذنوب..
وكيف تعالج؟
قال: حصرت إدارة هذه
الحصون هذه الذنوب في أربعة أصناف خصت كل صنف منها بقاعة خاصة، وسنحاول زيارتها
للتعرف على بعض ما فيها من أنواع الأمراض والعلاج.
العدوان على النفس:
دخلنا القاعة
الأولى، وقد كتب على بابها قوله تعالى:﴿
وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾ (النساء:29)
قال لي المعلم: أول
عدوان على النفس هو قتلها، وهو من كبائر المحرمات.
قلت: لا أظن أن هناك
حاجة لوضع قاعة تختص بهذا الجانب، فالانتحار ظاهرة مرضية محدودة..
فجأة ظهر لي مجموعة
خبراء[3] يناقشون هذه الظاهرة بشدة، قال أحدهم، وكأنه يعلق
[3] هذه الإحصائيات التي أخبرت بها وكالات الأنباء عن الأعداد
الهائلة لضحايا الانتحار، وأسبابها، مقتبسة من بحث مهم في هذا الموضوع هو « ظاهرة الانتحار » أوزجان يشار،
منشور في موقع عشتار / التاريخ: 1423هـ