وهذه النسب الهائلة
من ضحايا الخمر، هي في الحقيقة ضحايا الإثم، لأن الله تعالى ما حرم الخمر لنشوتها،
بل حرمها لأضرارها.
قال آخر: شارب الخمر
لا يشرب خمرا، وإنما يشرب سما، يقول الدكتور أو بري لويس:(إن الكحول هو السم
الوحيد المرخص بتداوله على نطاق واسع في العالم كله، ويجده تحت يده كل من يريد أن
يهرب من مشاكله.. ولهذا يتناوله بكثرة كل مضطربي الشخصية ويؤدي هو إلى اضطراب
الشخصية ومرضها .. إن جرعة واحدة من الكحول قد تسبب التسمم وتؤدي إما إلى الهيجان
أو الخمود وقد تؤدي إلى الغيبوبة. أما شاربو الخمر المزمنون فيتعرضون للتحلل
الأخلاقي الكامل مع الجنون)[1]
قاطعه آخر، وقال: بل
إن مجرد استنشاق أبخرتها يؤدي إلى الإصابة بالتهاب القصبات والرئة، وإلى إصابة
بطانة الأنف مما يؤدي إلى ضعف حاسة الشم، ولهذا قال تعالى:﴿ فَاجْتَنِبُوهُ﴾ (المائدة:90)، فهذا اللفظ
يعني النهي عن الاقتراب منه مطلقاً وهوأعم من النهي عن شربه.
قال آخر[2]: وهذا السم يختلف تأثيره كلمـا تغير مسـتواه في الدم
فعندما يبلغ مســتواه من 20ـ 99ملغ بالمائة يسبب تغير المزاج وإلى عدم توازن
العضلات واضطراب الحس، وفي مستوى من 100ـ 299 ملغ بالمائة يظهر الغثيان وازدواج
الرؤية واضطراب شديد في التوازن. وفي مستوى من 300 ـ 399 ملغ بالمائة تهبط حرارة
البدن ويضطرب الكلام ويفقد الذاكرة. وفي مستوى 400 ـ 700 ملغ بالمائة يدخل الشاب
في سبات عميق يصحبه قصور في التنفس
[1] رئيس قسم الأمراض النفسية في جامعة لندن في أكبر وأشهر مرجع
طبي بريطاني (مرجع برايس الطبي- الطبعة العاشرة.
[2] انظر: روائع الطب الإسلامي د. محمد نزار الدقر، ونظرات في
المسكرات د. أحمد شوكت شطي.