قال آخر[1]: ومن ذلك أن يستعيذ الغضبان بالله من الشيطان
الرجيم، كما روي في الحديث أن رجلين استبا عند النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد احمر وجهه، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(إني لأعلم كلمة لوقالها لذهب عنه ما يجد، لوقال: أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم)[2]
ولهذا ينصح علماء
الطب النفسي الأشخاص الذين يتعرضون إلى نوبات الغضب إلى تمارين خاصة.. فهي تؤدي
إلى نتائج مذهلة، فهي تسبب استرخاء في الذهن يؤدي إلى انطفاء نار الغضب وإخماد
الثورة العصبية.
ومنها أن يعدّ الشخص
من 1ـ 2ـ 3.. وحتى 30 قبل أن ينطق بأي حرف.. وهذه الحقيقة في مجال الطب النفسي
اكتشفها نبي الإسلام a حين أمر الغاضب أن يتعوذ
بالله عدة مرات، وهذا واضح من مفهوم قوله تعالى:﴿
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (الأعراف:200)
قال آخر: ومن هذا
الباب دعوة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم الغاضب إلى السكوت وعدم النطق بأي جواب، فقد قال a:(إذا غضب أحدكم فليسكت)[3]
قال آخر[4]: ويوصي a الغضبان بتغيير
الوضعية، فقد قال a:(إذا غضب أحدكم وهوقائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب
وإلا فليضطجع)[5].. وهذا هدي نبوي كريم له فائدة
[1] د. إبراهيم الراوي: الإنفعالات النفسية حضارة الإسلام م 15
ـ ع 7 ـ 1974.