responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 470

الخاتمة

خطرت على بالي وأنا أحدث الغزالي أسئلة كثيرة كنت أود أن أسأله عنها، لكني فوجئت بيد شديدة قاسية تصفعني، وهي تقول: كف عن هذيانك.. عد إلى وعيك..

فتحت عيني، فوجدت جمعا من الناس ينظرون إلي نظرة مريبة، وكأني قد فقدت عقلي، صاح أحدهم: ها هو أخيرا يعود إلى وعيه.. لقد ذكرت لكم أن الألم هو الوسيلة الوحيدة التي تعيد الإنسان إلى وعيه .. لقد جربت هذا مع طلبتي كما جربته مع كل من أعرفه.

قال آخر: صدقت .. لقد كان الرجل على حافة الجنون.. فهو يحدث نفسه منذ ثلاثة أيام..

قال آخر: وليته كان يحدثها بما يعقل.. بل كان يحدثها بما لا ينطق بأمثاله إلا المجانين.

ضحك آخر، وقال: ألا تعجبون من حديثه عن حصون العافية؟

قال آخر: وحديثه عن الاستبصار أشد وأخطر..

احترت في هؤلاء المتحلقين بي، وفي المكان الذي أتواجد به إلى أن دخل بعض أهلي إلى القاعة التي كنت فيها، فسألته عما حصل لي، فقال: لقد انتابتك نوبة من نوبات الجنون، فجئنا بك إلى هذا المستشفى.. وهؤلاء المحيطون بك هم الأطباء الذين استطاعوا أن ينقذوك من الحالة التي كنت فيها.. فهيا، واشكرهم على إنقاذهم لعقلك.

قلت: ولكني لم أكن مجنونا .. لقد كنت في..

أردت أن أخبرهم عن المكان الذين كنت فيه، والناس الذين كنت أعيش معهم، لكني خشيت أن يحصل لي ما حصل مع الرقاة في [ابتسامة الأنين]، فلذلك اكتفيت بأن

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 470
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست