u، قبل أن تصل القافلة
إليه، كما قال تعالى:﴿ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ
إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾(يوسف:94)، فقوله تعالى:﴿ فَصَلَتِ ﴾ يعني أنه بمجرد أن تحركت القافلة
من مصر أحس يعقوب u بالأمر وتغيرت أحواله.
ويدل لهذا قوله تعالى:﴿ قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ
الْقَدِيمِ﴾(يوسف:95)، وكأنهم يقولون له:(أليس هذا بـرهـانا واضحا على
ضلالك حيث مضت سنين طويلة على موت يوسف لكنك لا زلت تزعم انه حي، وأخيرا تقول: إنك
تشم رائحته من مصر؟)
قال: أجل.. ويشير لهذا
ما ذكره القرآن الكريم من معجزات عيسى u التي
أخبر بها، ومنها أنه كان يخير الناس بما يأكلون في بيوتهم من طعام وما يدخرون فيها
من أشياء، كما قال تعالى
على لسان المسيح u:﴿
وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ
فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ
وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا
تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ﴾(آل عمران:49)
قال: وقد وردت
النصوص الكثيرة في كتب السنة وطبقات الصالحين تعد نماذج جيدة عن الإدراك الحسي
الخارج عن نطاق الحواس.
قلت: من ذلك ما ورد
في الحديث من قوله a:(أتموا الركوع والسجود، فوالله إني لأراكم من بعد
ظهري إذا ما ركعتم واذا ما سجدتم)[1]، وفي حديث آخر قال a:(هل ترون قبلتي ها هنا؟ فوالله ما يخفي على خشوعكم ولا
ركعوكم من وراء ظهري)[2]
قال: وهذه الخوارق ـ
على حسب ما تدل عليه الدراسات ليست خاصة بالمؤمنين فقط، فقد تم إخضاع بعض هذه
الحالات لبحوث علمية مكثفة.