responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 447

فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءته)[1]

قلت: بلى.. فما فيه من العلم؟

قال: لقد أخبر الله تعالى بأنه يكرم أولياءه، فيسمعون بالله، ويبصرون بالله.. فهل يتخذ من آتاه الله هذا السمع، وهذا البصر، هذه النعمة العظمى وسيلة لفضح عباد الله.

قال آخر: إن الله لا يهب كرمه إلا لمن تخلق بخلقه.. أليس الله حيي ستير؟

قلت: ولكني ـ يا من ملأتم قلبي محبة وشوقا ـ تذكرت قوله a:( اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله).. وقد كان لي من التقصير في حق الله ما كان.. فاستحييت منكم.

قال أحدهم: وهل تحسبنا من الكمل الذين استقام لهم دينهم، أو وفوا حق ربهم.. إن لنا من التقصير ما تنهد له الجبال.. وتندك له الأرض.. وتنشق له الصخور.

قلت: ولكن الله وهبكم ما لم يهب كثيرا من عباده.

قالوا: وما وهبنا مما لم يهب عباده؟

قلت: الاستبصار.. ألستم المستبصرون؟

قال: بلى.. ولسنا وحدنا في ذلك.

قلت: ومن معكم؟

قال أحدهم: النحل..

ضحكت، وقلت: النحل.. هل هو من المستبصرين؟

قال: أجل.. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾(النحل:68)، فالنحل يتلقى تعاليم حضارته من الله تعالى.

قال آخر: ألا تعرف الحياة الاجتماعية والتمدن العجيب الذي يعيشه النحل، والذي


[1] رواه البخاري.

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 447
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست