قال: أجل.. ألم تسمع قوله a:(من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)[1].. فقد ضمن a الجنة لمن ضمن حفظ جوارحه وأدوات تواصله.
قلت: هذا في الآخرة.
قال: ومثل ذلك الدنيا.. فلا تحفظ الدنيا، ولا يستثمر ما فيها من الخير إلا بحفظ أدوات التواصل وتوجيهها الوجهة الصحيحة.
قلت: كيف ذلك؟
قال: سأضرب لك مثالا بسيطا.. ألستم تعتقدون بأن المدارس والجامعات هي المزرعة التي تنبت فيها الأجيال التي تكمل مسيرة الأمة وتحفظ وجودها.
قلت: أجل.. ذلك صحيح.. ولو أني ـ على حسب ما أرى من الواقع ـ هناك تقصير كبير في هذ المجال.
قال: ما سببه؟
قلت: أسبابه سلوكية في أكثر الأحيان.. فجامعاتنا لا تنقصها الأجهزة والوسائل.. ولكن ينقصها الطلبة المهيئون للتعامل مع تلك الأجهزة والوسائل؟
قال: وما سبب عدم تهيئتهم؟
قلت: انصراف نفوسهم عن التوجه الصادق للعلم.. وانشغالهم بما تتطلبه نفوسهم من أسباب اللهو.
قال: هم يطلبون التواصل الخاطئ إذن.
قلت: ألهذا الأمر علاقة بالتواصل؟
قال: أجل.. وهو من الاستعمال الخاطئ لأدوات التواصل التي خلقها الله لنا للتعرف
[1] البخاري.