(روحوا القلوب ساعة
وساعة)[1] فأحسست براحة عظيمة تسري في أوصالي، وتملؤني
بالنشاط، فقلت للمعلم: لا شك أن هذه القاعة قاعة الراحة، فجوها يوحي بذلك.
قال: أجل.. فالراحة
هي الركن الثالث من الأركان التي تنتظم بها قوى الجسم.. فهناك ارتباط كبير بين
الراحة وبين القوة التي يتمتع بها الجسم، فالحزن والهم والضيق والتعب الشديد مرتع
خصب لجميع الأدواء.
قلت: ولكن
المسؤوليات الثقيلة التي ينوء بها ظهر المسلم لا تسمح له بممارسة هذا الركن.
قال: ومن قال هذا؟
قلت: ألم يذم الله
تعالى الساكنين الخاضعين المتبعين للهو واللعب؟
قال: بلى.. ولكنه لم
يذم موسى u عندما أو ى إلى الظل بعد أداء ما تطلبته مروءته من
تكاليف.
قلت: أجل، فقد قال
الله تعالى عنه:﴿ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ
رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ (القصص:24)
قال: فكذلك كل مؤمن،
وبعد كل جهد، يحتاج إلى ظل يرتاح فيه ليتسجمع أنفاسه، ويحفظ قوته.
قلت: ألا يؤثر ذلك
السكون، وتلك الراحة في رحلته إلى الله؟
قال: لا.. بل يستعين
بها في رحلته إلى الله..
^^^
رأيت أربعة أبواب
داخل باحة هذه القاعة، فسألت المعلم عنها، فقال: هذه الأبواب