قال: يتمتع الأطفال
بلياقة كبيرة مقارنة بالبالغين، وسبب هذه اللياقة هو أن أنسجتهم مرنة، وإذا ما
حافظنا على هذه الخاصية من الطفولة، فإنه من المنطقي أن تظل هذه الأنسجة مرنة،
فتقاوم الحركات الشديدة، أما إذا أهملت أو بمعنى أصح إذا حرمت من التمرين المستمر،
فإنها ستتيبس عند الكبر، فإذا تعرضت لشد قوي بسبب حركات شديدة، فإنها قد تتمزق،
وهذا يسبب آلامًا مبرحة.
فإذا بدأ الأولاد
بالركوع مرات عديدة كل يوم ابتداءً من سن السابعة وعلى الأكثر سن العاشرة، فإن
الأربطة الطولية خلف الفقرات وألياف الغضروف الخلفية تحافظ على ليونتها فيصعب
تمزقها في الكبر، ويبقى الغضروف آمنًا بين الفقرات، وهكذا تتقلص مشكلة صعبة تعاني
منها فئة كبيرة من الناس.
قالوا: ما شاء الله..
بارك الله لك في هذا الجهد.
قال: ليس هذا فحسب،
ألا تعلمون الأسرار الصحية المودعة في دعوته a إلى صلاة الجماعة في المسجد، وبيانه أن في كثرة الخطا إلى
المساجد الأجر الكبير، وأنه كلما كانت المسافة التي يقطعها المصلي أبعد كلما كان
الأجر الذي يناله من الله أعظم، كما قال a:(إن أعظم الناس
أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم.. والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع
الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام)[1]
قالوا: علمنا ما في
ذلك من الأجر، فما في ذلك من الصحة؟
قال[2]: لما كانت آلة الذهاب إلى المسجد هي المشي على
القدمين، فإن كل مسلم مأمور أن يذهب إلى المسجد في كل يوم خمسة مرات، فكل مسلم
يستغرق ذهابه إلى المسجد والعودة منه على أقل تقدير خمسة دقائق، فبعملية حسابية
بسيطة نجد أن كل مسلم يمشي كل