قال: قوله a:(إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره
ثلاث مرات، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده، وإذا اضطجع فليقل:(باسمك ربي وضعت
جنبي وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما يحفظ به عبادك
الصالحين)، فإذا استيقظ فليقل:(الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي، وأذن
لي بذكره)[1]
قلت: أهذا الحديث
يشمل الحصون الأربعة؟
قال: أجل.. أما لحصن
الأول، فيدل عليه قوله a في دعاء النوم: (وإن
أرسلتها فاحفظها بما يحفظ به عبادك الصالحين) ففي ذكره للصالحين دليل على أن الله
يحفظ عباده باستقامتهم وسلوكهم سبيله.
ويشير إليه أيضا
قوله a في دعاء الاستيقاظ:(الحمد لله الذي عافاني في جسدي،
ورد علي روحي، وأذن لي بذكره)، وهودليل على شعور قائله بنعمة الله عليه، بل
التفاته إلى هذه النعم وانشغاله بذكر الله، وهوما يقيه كل الأمراض السلوكية
الناتجة عن الغفلة، وعن عدم رؤية نعم الله.
قلت: والثاني؟
قال: يدل عليه قوله a:(إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره
ثلاث مرات، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده)، فهواحتماء حسي ظاهر، واحتياط شرعي له
تأثيره في الحفظ والحماية.
قلت: والثالث؟
قال: هو النوم نفسه..
أليس النوم سببا من أسباب القوة، وركنا من أركانها.