أو دعها الله الإنسان، وعلى أمانة الوسط الذي يعيشه، وإلى هذا الركن يشير قوله a:(فر من المجذوم فرارك من الأسد)[1]
قلت: فما الحصن الثالث؟
قال: حصن القوة.
قلت: فما حصن القوة؟
قال: هو الحصن الذي يتم فيه تدريب قوى الجسم ليخافها البلاء، أو لتقاوم البلاء.
قلت: فما الحصن الرابع؟
قال: هذا حصن التواصل.
قلت: فما حصن التواصل؟
قال: لقد عرف أهل مدائن السلام أهمية التواصل مع العالم الذي وجد فيه الإنسان، فلذلك اهتمت بحفظ هذا التواصل وتقويته.. فأنشأت له قسما خاصا.
قلت: أتقسيم هذه الحصون اجتهاد اجتهده أهل مدائن السلام؟
قال: هو اجتهاد باركته النصوص.
قلت: كيف تباركه النصوص؟
قال: كل اجتهاد أشارت إليه النصوص امتلأ بركة وخيرا.
قلت: فما النصوص التي أشارت إلى هذا؟
قال: لقد أشار a إلى هذه الحصون الأربعة عند ذكره لأدب من آداب النوم، باعتبار النوم محلا للغفلة التي يتحينها الأعداء.
قلت: آداب النوم كثيرة.. فما هو الأدب الذي جمع هذه الحصون؟
[1] ابن جرير.