أمسك بيدي رجل
بحنان، وقال: صدق الرجل في كل ما قاله، وسيطول بك المقام لو استمعت لكل كلامه،
فاكتف بما قاله، واسمع مني هذه النصيحة القرآنية الغالية.
قلت: انصح.. فالقرآن
الكريم خير من نصح.
قال: إذا أكلت فاكهة
ولحما أو أي غذاء، فابدأ بالفاكهة أو لا[1].
غضبت، وقلت: أتهزأ
به، أم أنك تمتحنني.. في أي سورة هذا؟.. أم أنك أخذت من قرآن الشيطان الذي يشيعه
الدجالون؟
قال: لا تغضب.. هذه
إشارة قرآنية جليلة، وقد بحثت فيها، فرأيت مناسبتها للصحة.
قلت: ومن أين
استنبطت ذلك؟
قال: من قوله تعالى عند ذكر الجنة:﴿ وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ
مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾(الطور:22) وقوله في موضع آخر محافظا على نفس الترتيب:﴿
وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾ (الواقعة:20
ـ 21)
ويؤيد هذا من السنة
قوله a:(إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم
يجد تمرا فليفطر على الماء فإنه طهور)[2].
قلت: عرفت إشارة
القرآن الكريم، فما الحقيقة الصحية التي تخدمها؟
قال: من المتفق عليه
بين علماء التغذية أن تناول الفاكهة قبل الوجبة الغذائية له فوائد صحية جيدة،
فالفاكهة تحوي سكاكر بسيطة سهلة الهضم وسريعة الامتصاص، فالأمعاء تمتص هذه السكاكر
بمدة قصيرة تقدر بالدقائق، فيرتوي الجسم، وتزول أعراض الجوع ونقص السكر، في حين أن
الذي يملأ معدته مباشرة بالطعام المتنوع يحتاج إلى ما يقارب ثلاثة ساعات حتى تمتص
أمعاؤه ما يكون في غذائه من سكر، وتبقى عنده أعراض الجوع لفترة
[1] انظر: مع الطب في القرآن الكريم، الدكتور عبد الحميد دياب.