تركناه في حديثه، ثم
انصرفنا إلى آخر أكثر هدوءا، فسمعناه يقول: من أخطر عوارض الهضم السيء الافتقاد
الى الطاقة.. فالطعام المهضوم بطريقة غير فعالة ينتقل بكميات أقل الى الدورة
الدموية، ويبقى بالتالي جزء كبير منه عالقاً في الجهاز الهضمي بدل نقله الى خلايا
الجسم لتوليد الطاقة.
ومن عوارضه النقص
الغذائي.. فالفيتامينات والمعادن الأساسية للحياة تأتي عبر الغذاء، وبالتالي فإن
سوء الهضم وامتصاص الطعام قد يؤدي الى نقص غذائي، يمكن أن يسبب عواقب طويلة الأمد،
بدءاً من الوهن الى ازدياد خطر التعرض لأمراض مثل مرض القلب والسرطان.
ومن عواقبه انزعاج
هضمي.. فإن كان الجهاز الهضمي غير فعال، فإن الطعام غير المهضوم أو المهضوم جزئياً
يمكن أن يتخمر في الأمعاء.. وقد يؤدي ذلك الى مشاكل في توليد ريح البطن ـ انتفاخ
وتجشؤ ـ إضافة الى انزعاج في المعدة.
ومن عوارضه الغثيان
وانتفاخ البطن والتجشؤ المفرط، ألم تسمع قوله a لرجل قد تجشأ عنده:(اقصر من جشائك، فإن أكثر الناس شبعا في
الدنيا أكثرهم جوعا في الآخرة)[1]
ومن عوارضه التهاب
غشاء المعدة الرغوي، أو قرحة في المعدة أو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة المعروف
بالمعي الاثنا عشري.. ومن العوامل المسهمة في ذلك المضغ غير الملائم للطعام أو
استهلاك وجبات كبيرة.
ترتيب الأغذية:
بينما كنت مستغرقا
في سماع الرجل، وهو يرغي ويزبد حول سوء الهضم وأسبابه،
[1] رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث
حسن غريب.