فمن الفرق بين هذه المكونات يتضح لنا
الفرق الشاسع بين هذين النوعين من الملح، فالملح المكرر هو ملح لا يحتوي على أكثر
من مادة واحدة هي كلوريد الصوديوم، وهو فقير من المعادن الأخرى الضرورية لحياة
الخلية، لذا نرى شركات إنتاج هذا النوع من الملح تحاول سد العجز الكبير للمعادن
بإضافة الإيودين به والدعاية لهذه الإضافة وكأنها ميزة إضافية، وهي في الحقيقة ليست
أكثر من محاولة سد العجز الكبير بشيء صغير جداً.
وفي مقابل ذلك، فإن الملح البحري يحتوي ـ
إضافة إلى الإيودين ـ على معادن كثيرة جداً، وبصورة متوازنة كما خلقها الله لنا في
الطبيعة ومتوافقة مع حياة الإنسان.
وفي المقابل، فإن ملح البحر يحوي إضافة
إلى الإيودين على مايقارب 80 معدنا يحتاجها الجسم للحفاظ على حيويته، ولإتمام
عملية التمثيل الغذائي بأفضل أداء، ولوعلمنا أن 27بالمائة من الملح الموجود بالجسم
في العظام وذلك لنقصها في الدم الناتج عن عدم كفاية مانتناوله من ملح متكامل.
كما أن الشخص الذي ينتاول الملح المكرر
عادة ما يحدث له شراهة في تناول الملح لأن الجسم لا يشعر بالكفاية من المعادن
المحلية الأخرى، وبذلك يتراكم كلوريد الصوديوم بالجسم مسبباً مشاكل للكليتين.
فالفرد البالغ يحتاج ما بين 2-3 غ في
اليوم الواحد، لكن معدلات استهلاكه تصل إلى 18 غ يومياً، وهذه الزيادة تسبب إرهاقا
وتعبا للكلى، ويسبب تمادي ذلك ضعف كفائتها.
وتظهر أعراض زيادة الملح على شكل توترات
عصبية وعضلية ونفسية وصداع مستمر وشعور بالقلق والكآبة والضيق والضجر، وفي نفس
الوقت يتفاقم نقص المعادن الأخرى بالجسم مسبباً مشاكل صحية في مناطق أخرى بالجسم..
وخاصة منها العظام.