قلت: يا رسول اللّه نطعمه المساكين؟ قال:(لا تطعموهم مما لا تأكلون)[1]
قال: ولذلك ورد في النصوص الأمر بالبحث عن الجودة والطيبة، مهما كلف ذلك من ثمن.
قلت: أين ذلك؟
قال: ألم تسمع قوله تعالى:﴿ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً﴾(الكهف:19)
قلت: فما محل الشاهد من الآية؟
قال: لقد بعث هؤلاء الفتية بكل ما عندهم من مال طلبا لأزكى الطعام وأطيبه.
قلت: الطعام الزكي هو الطعام الحلال.
قال: والطعام الحلال هو الطعام الذي لا ضرر فيه، فالله لم يطعمنا سموما تقتلنا، بل أطعمنا ما تنتفع به أجسامنا وتزكوبه أرواحنا.
قلت: أيمكن أن يكون الطعام سما؟
قال: لا يكون السم إلا في الطعام.
قلت: كيف ذلك؟
قال: هذه القاعة من هذا الحصن متخصصة في هذا.. فهي تبحث عن كل ما يضر بالطعام لتحذر منه وتنبه إلى مخاطره.
قلت: ففيها خبراء تغذية إذن؟
قال: وفيها فقهاء أيضا.
قلت: فقهاء !.. أتحولوا هم أيضا إلى خبراء؟
[1] أحمد.