القوي خير وأحب إلى
الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير)[1]
قال: أجل.. بل هذا
ما نطق به القرآن الكريم، فالله تعالى يقول على لساني إحدى ابنتي الشيخ الصالح: ﴿
يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾
(القصص:26)
وعندما قال سليمان u للملأ حوله مختبرا قواهم:﴿ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ
أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ (النمل:38)،
وقال ﴿ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ
أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ
هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾
(النمل:40) حمد سليمان u الله تعالى لأن القوة
التي تكون للمؤمن والصالح فضل عظيم من فضل الله، وفضل الله يحافظ عليه، ولا يعبث
به.
قلت: فكل هذه النصوص
تدعونا لحفظ قوانا.
قال: لا بأن تحبسوها
في قفص ذهبي، وتحرصوا عليها حرص البخلاء.
قلت: فماذا نفعل
بها؟
قال: تبذلوها للحق،
وللمروءة، والنبل.. وهل الجهاد في سبيل الله إلا قمة الفتوة والمروءة !؟