قال: فالغذاء الصحي الواجب له أركانه التي لا يتم إلا بها، ولا يجوز
لأحد من الناس أن يخل بها إلا إذا قعدت به الضرورة عن ذلك.
قلت: فما هي هذه الأركان؟
قال: لقد تكفل بالبحث في هذا علماء التغذية وفقهاء آتاهم الله فهما
في كتابه، وهم يعقدون في هذه القاعة مجالس دورية تبحث في هذا الشأن، فهيا لنزور
بعضها.
قال: لا.. فذلك يطول.. ولكنا سنكتفي بأصول لهذه التفاصيل.
سرنا في القاعة، فرأينا منصة قد جلس فيها علماء من تخصصات مختلفة،
وقد علقوا خلفهم صورا وجداول مختلفة.
الطاقة:
اقتربنا منهم، فسمعنا أحدهم يقول: المقاصد الشرعية التي يهدف الغذاء
إلى تحقيقها تقوم على الحفاظ على سلامة الجسم وقوته داخليا وخارجيا، فليس المقصد
في الشريعة من الغذاء هو مجرد تلبية دواعي الشهوة، بل المقصد الحقيقي هو الحفاظ
على ما أو تيه الإنسان من طاقات.
سأله سائل، فقال: وهل هناك فرق بين تلبية دواعي الشهوة، وبين قوى
البدن، ألم يجعل الله الشهوة صيدا يصطاد به الجسم غذاءه؟
قال: هذا صحيح.. ولكن الشهوة قد تخطئ، وقد يبالغ فيها.. فينصرف
صاحبها عن المقاصد الأصلية للغذاء إلى أشياء لا تنفع صحته، بل تضرها.
قال السائل: لم أفهم هذا.. فلا أرى تعارضا بين الشهوة والعافية إلا
إذا كان الطعام محرما.
قال: سأضرب لك مثالا.. ألستم تبالغون في أكل السكريات؟