قال: يكفي ما قرن به a
تربية الكلاب من أصناف المحرمات.. ومع ذلك فقد نهى a عن تربية الكلاب في نصوص كثيرة، مستثنيا
مواضع الحاجة، فقال a:(من اتّخذ كلباً إلا كلب ماشيةٍ
أو صيدٍ أو زرعٍ أنتقص من أجره كلّ يومٍ قيراط)، وفي حديث آخر ذكر a ما هو أعظم من ذلك، فقال:(من اقتنى
كلباً إلا كلب صيدٍ أو ماشيةٍ نقص من أجره كلّ يومٍ قيراطان)
ليس هذا فقط، بل أمرنا أن نحترز من الكلاب احترازا شديدا، فقال a:(إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله
سبع مرات أو لاهن بالتراب)[1]، وفي حديث آخر قال a:(إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله
سبعاً)[2]
تدخل أحد الأطباء[3]، فقال: في هذا الحديث قبس من
معجزات النبوة، فالكلب مصدر أمراض خطيرة، لعل أشهرها داء الكلب، وهومرض خمجيٌّ
خطير ٌ ينجم عن الإصابة بحمةٍ راشحةٍ، هي حمة الكلَّب، هذه الحمة لها انجذاب عصبي
في حال دخولها للجسم، كما أن نهاية المرض مميتةٌ في كل الأحوال.
وتحصل الإصابة بمجرد دخول لعاب الحيوان المصاب إلى دم الإنسان سواء
بعضه أو بملامسته، أو بأن توجد سحجة ٌ، أو جرح في الجلد، وفي هذه الحالة تنجذب
الحمة إلى الأعصاب،وتنتشر في كل الجملة العصبية، مؤدية إلى التهاب دماغ مميت.
سأل سائل: فما سر أمره a بالغسل بالتراب؟
قال: إن الحمة المسببة للمرض متناهية في الصغر، وكلما قلَّ حجم الحمة
ازداد خطرها، لازدياد إمكانية تعلقها بجدار الإناء، والتصاقها به، والغسل بالتراب
أقوى من الغسل