والأطفال على السواء.. وازدادت نسبة الوفيات من الأمراض الأخرى
كالسرطان وأمراض القلب.. وازداد حدوث الربو وفرط التحسس وأمراض الجهاز التنفسي في
الأطفال.
وهم يقدرون ضريبة التلوث التي يدفعها سكان الولايات المتحدة كل عام
بخمسة عشر ألف وفاة، وسبعة ملايين يوم مرض، وخمسة عشر مليون يوم ناقص الإنتاجية.
طهارة الإيواء
دخلنا القاعة الثالثة، فرأيناها
قد صممت على هيئة بيت ممتلئ نظافة وجمالا، لم يكن فيه أي زخرفة، وكان طلاؤه بسيطا،
ولم يكن يحتوي من المتاع إلا على ما هو ضروري ونافع، ولكن النفس ـ مع ذلك ـ تنشرح
فيه انشراحا عظيما.
قلت للمعلم: لا شك أن هذه القاعة
هي المختصة بطهارة الإيواء.
قال: أجل، فالمأوى نعمة من نعم الله الكبرى على الإنسان، بل على كل
شيء، فقد جعل الله لكل شيء مأوى يأوي إليه، ألم تسمع قوله تعالى:﴿
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً
وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾(النحل:68)
قلت: أجل، وقد امتن الله على عباده بأن جعل لهم من بيوتا يأوون إليها
حال سفرهم، وحال إقامتهم، فقال تعالى:﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً
وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ
ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا
وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ﴾(النحل:80)
وبمثل ذلك امتن على ثمود بأن أعطاهم القدرات التي يبنون بها البيوت
في السهول والجبال، فقال تعالى:﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ
مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا
قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا
فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾(الأعراف:74)
قال: ليس السكن نعمة فقط، بل هو واجب.. يجب أن يكون لكل إنسان مسكن
يأوي