مدنسات الهواء لدورها في تشكيل الأوزون وسائر المؤكسدات.
وجل هذه الغازات ينطلق في المناطق الحضرية، حيث توجد مصانع تلميع
المعادن، ومعامل الدهانات، والمطابع، ومحطات توزيع الغازولين والديزل، ومؤسسات
التنظيف.
قال السائل: فما الأكاسيد النتروجيية.. وما مصدرها؟
قال: هي تتشكل من اتحاد النتروجين بالأكسجين في الحرارات العالية
التي يحترق بها الوقود.. وخطرها يتمثل في دورها في توليد الأوزون.
قلت: فهل هناك غازات أخرى؟
قال: كثيرة جدا.. وكل يوم تظهر بدعة جديدة.. وليس هناك من أهل السنة
من يدعو لإماتتها، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
أمراض التلوث:
انصرفا غاضبا، وحل محله طبيب بثياب مهنته، وهويقول من غير أن يسأل:
هذا التلوث الذي سمعتم نماذج عنه خطر على صحة الإنسان، بل على وجوده.
ألا تذكرون ما حدث في لندن عام اثنين وخمسين، يوم أدى الضخان القاتل
إلى موت أربعة آلاف نسمة ؛ وما حدث في دونورا، تلك المدينة الصناعية في غربي
بنسلفانيا، حيث مرض نصف سكان المدينة، ومات عشرون منهم بعد ضخان استمر خمسة أيام،
وبقي الأحياء منهم يعانون من اعتلال في الصحة ؛ ثم ما حدث في مدينة نيويورك سنة
ثلاث وخمسين حين مات مئتا نفس من جراء مستوى أكاسيد الكبريت والجسيمات المعلقة.
ولا يقل شأناً عن هذه الكوارث الصارخة، تلك الآثار الطويلة الأمد على
سكان الأمصار من جراء تلوث الهواء، من علل تنفسية مزمنة كالنفاخ الرئوي والتهاب
القصبات (الشعب الهوائية) …
ليس ذلك فقط.. فقد نقصت القدرة على أداء التمارين الجسمية في الأصحاء
من الكبار