الأمونية (غاز النشادر) وأملاح النتريت والنترات وغير ذلك من المواد
العضوية التي تدل على تلوثه، كما أنه خال من المواد السامة كأملاح الرصاص
والزرنيخ، ومن الغازات السامة.
وهو لا يحتوي على شيء من الطفيليات أو بيوضها أو صغارها، ولا من
الجراثيم المرضية مطلقاً، ولا يزيد عدد الجراثيم غير المرضية فيه على (100)
جرثومة في كل سنتيمتر مكعب منه.
ثم سكت هنيهة، وقال: هذا هو الماء الذي نجاهد للحفاظ عليه.
قال السائل: فما الماء الملوث؟
قال: ذلك هو عدونا الأول، وهو الماء الذي يحتوي على مواد عضوية
ناتجة عن التفسخ، أو على جراثيم مرضية، أو على طفيليات، أو على أشعة وأحماض ومواد
كيميائية، وهو يتصف عادة بتعكره وتلوثه، وبظهور رائحة خاصة وطعم خاص.
قال السائل: فما أسباب تلوث المياه غير ما ذكرت من الأمطار الحامضية؟
قال: كثيرة.. كثيرة هي أسباب التلوث في هذا العصر الذي أراد أن يخرب
الأرض، ويعجل بفنائها.
قال السائل: فاذكر لنا بعضها لنحذره.
قال: سأذكر ذلك لا لتحذروه فقط.. وإنما لتحذروا منه.. فالأرض تتعرض
لخطر عظيم.. فالإنسان المتحضر[1] يلوث الماء ويدنسه في مختلف
مراحل استعماله له:
في استعماله الشخصي بما قد يلقيه فيه من فيروسات وجراثيم وطفيليات
وغير ذلك من المفرغات العضوية؛ كما أشار إلى ذلك قوله a:(لا يبولن أحدكم في الماء الراكد)[2]
[1] انظر: الماء والإصحاح في الإسلام، الدكتور محمد هيثم
الخياط، مدير حفظ الصحة وتعزيزها في منظمة الصحة العالمية لشرق البحر المتوسط.