قال: نعم.. للبيئة والظروف التي
يمر بها الإنسان دور كبير في ذلك، ولكن مع ذلك، فإن هناك أشياء كثيرة مشتركة.
قلت: ما هي، وكيف نتدرب عليها؟
قال: هذه القاعة مختصة بالتمرين
على هذا.
قلت: التمرين؟!.. ماذا تعني؟!
قال: من يدخل هذه القاعة يمكث
أربعين يوما ليعود نفسه على نظام معين في الحياة يسير عليه بقية عمره.
قلت: ولم الأربعون؟
قال: هذا مجرد اجتهاد اجتهده أهل
هذا المستشفى.. وقد أثبت فاعليته.
قلت: فلم الأربعون بالضبط؟
قال: ورد في النصوص ما يشير إلى
بعض الخواص المتعلقة بالأربعين، فالله تعالى يقول:﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا
مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ
وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ﴾ (البقرة:51)
قلت: هذه الآية الكريمة تتحدث عن
مواعدة الله لموسى u
ليكلمه في جبل الطور.
قال: فماذا فعل موسى u في هذه الفترة؟
قلت: لقد صام، وترك قومه، وقد
يكون أكثر في هذه المدة من العبادة ما لم يكثر في غيرها.
قال: فهذا سلوك خاص سلكه هذه
الفترة ليهيئ نفسه للمناجاة، وقد كانت هذه الفترة كافية لتهيئته.
قلت: ألا يمكن أن نترك ذلك من
غير تعليل؟
قال: ذلك في أفعالنا، لا في
أفعال الأنبياء، أو فيما يوحى به للأنبياء.. فهم محكومون