المتداخلة التي أكسبته بهاء فوق
بهائه، وجمالا فوق جماله.
قلت للمعلم: ما هذا الباب الجميل، ولأي قاعة يؤدي؟
قال: هذا باب يؤدي إلى القاعة أو المستشفى أو الميدان الذي تنظم فيه
الحياة.
قلت: فما علاقة ذلك بالحمية؟
قال: النظام هو أساس مهم من أسس الحمية، وقاعدة كبرى من قواعدها..
بل ما الحمية إلا نظام من أنظمة الحياة.
قلت: فما النظام؟.. وما الحاجة إليه؟
قال: أليس جسد الإنسان مدينة من المدائن.
قلت: بل قل عنه: إنه مدائن لا مدينة، فكل جهاز من أجهزة الجسم مدينة
بحد ذاتها.
قال: فهل يمكن للمدائن أن تسير
بدون نظام ينظم حياتها؟
قلت: إذن تخرب المدينة.. لابد
للمدينة من نظام وقوانين ومبادئ..
قال: فلذلك احتاج الجسم إلى هذا
النظام.
قلت: فمن يضع هذا النظام؟
قال: لقد وكل الله أمر وضع هذا
النظام للبشر، وللمختصين والخبراء منهم.. ولكن هناك أمور تمس إليها الحاجة وتشتد،
فلذلك كان من رحمة الله أن بينها لنا، ونبهنا إليها.. لا باعتبارها التفاصيل
النهائية، وإنما باعتبارها القواعد التي ننطلق منها في تنظيم حياتنا.
قلت: إن الحياة ـ يا معلم ـ شيء
معقد.. والناس يختلفون في تصاريف حياتهم، فكيف يحكمون بنظام واحد؟!
قال: هناك أشياء كثيرة يتفقون
عليها، فالناس يأكلون ويشربون وينامون، ويقومون بجميع وظائفهم الحياتية.
قلت: ولكن الأعراف هي المتحكمة
في هذه الجوانب.. ففي كل ذلك طرائق تختلف