ثلاثة: أحدها مرتبة الحاجة، والثانية مرتبة الكفاية، الثالث مرتبة
الفضيلة، فأخبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه
يكفيه لقيمات يقمن صلبه فلا تسقط قوته ولا تضعف، فإن تجاوزها فليأكل بثلث بطنه
وهذا من أنفع ما للبدن وما للقلب فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب
فإذا أو رد عليه الشراب ضاق عن النفس وعرض عليه الكرب والتعب)[1]
قال: فهذا الطبيب يؤكد هذا، فاسمع إليه.
قال الطبيب، وهويشرح الحديث السابق: يشكل الجزء العلوي من المعدة
جيبا ممتلئا بالهواء يقع تحت الحجاب الحاجز، وكلما كان ممتلئاً بالهواء كانت حركة
الحجاب الحاجز فوقه سهلة، وكان التنفس ميسوراً، فإذا امتلأ هذا الجيب بالطعام
والشراب تعرقلت حركة الحجاب الحاجز وكان التنفس صعباً كما أن الصلب لا يستقيم
تماماً إلا إذا كانت حركة المعدة مستريحة، ولا يتم ذلك إذا اتخمت بالطعام.
ثم التفت، فرأيت خبيرا آخر[2] يقول: الإسراف في
الغذاء مضر بالصحة، لما يؤدي إليه بصورة مباشرة من اضطراب الهضم والتخمة، ولما
يؤدي إليه بصورة غير مباشرة من أمراض فرط التغذية التي يقال لها اليوم (أمراض
الرخاء) أو (أمراض التخمة)، ومن أهمها (السكري)، وارتفاع ضغط الدم،
وأمراض شرايين القلب المحدثة للذبحة والجلطة، وأمراض شرايين الدماغ المؤدية إلى
السكتة والفالج، وما إلى ذلك. وبذلك تكون المعدة بيت الداء حقاً، بصورة مباشرة أو
غير مباشرة، وتكون مسؤولة عن طائفة من أخطر الأمراض.