قال: بل أخبر القرآن الكريم أن
الوقوف عند التلذذ بالطعام والشراب والتمتع بهما إنما هو من صفات الكافرين الجاحدين،
فقال تعالى:﴿
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ
وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ﴾(الأحقاف:20)
قلت: ألهذا قال a:(المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل
في سبعة أمعاء)[1]؟
قلت: أجل.. ولهذا اعتبر a السمنة انحرافا يقع في الأمة، فقال:(إن
خيركم قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يكون من بعدهم قوم يشهدون ولا
يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن)
قال: ولهذا اعتبر a من الإسراف أن يأكل الإنسان كلما اشتهى،
فقال:(إن من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت)[2]
وتجشأ بعضهم عند رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال له:(أقصر عنا من جشائك، إن أطول
الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا)[3]
^^^
دخلنا القاعة، فرأينا فيها مجموعة أطباء يلتف حولهم جماعة مرضى،
وخلفهم لوحة كتب عليها قوله a: (ما
ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد
فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)[4]
قلت للمعلم: لقد علق بعضهم على هذا الحديث تعليقا جميلا، فقال:(مراتب
الغذاء
[1] البخاري وغيره، وقد ورد في سبب ورود هذا الحديث أن ثمامة
لما كان في الأسر جمعوا ما كان في أهل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم من طعام ولبن فلم يقع ذلك
من ثمامة موقعا فلما أسلم جاءوه بالطعام فلم يصب منه إلا قليلا فتعجبوا فقال النبي
a:« إن الكافر يأكل في سبعة
أمعاء وأن المؤمن يأكل في معي واحد »