responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98

ومن الأمثلة على القصاصين وكذبهم ما حدث به الأعمش أنه (دخل مسجدا بالبصرة، فنظر إلى قاص يقول: حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي وائل، فتوسط الأعمش الحلقة وجعل ينتف شعر إبطه؛ فقال القاص: ألا تستحي نحن في علم وأنت تفعل مثل هذا؛ فقال الأعمش: الذي أنا فيه خير من الذي أنت فيه، قال: وكيف؟ قال: لأني في سنة وأنت في كذب، أنا الأعمش وما حدثتك مما تقول شيئا)[1]

ومما شجع على هذه الظاهرة ارتباطها بالمال؛ فقد كان القصاصون يتاجرون بالقصص، ويأخذون المال على ذلك، كما حدث بذلك أبو الوليد الطيالسي؛ فقال: (كنت مع شعبة، وقال عمرو الناقد: مررت بقاص يقص وهو يقول:حدثنا أبو معاوية عن الأعمش يحدث بحديث كذب فنهيته فأبى علي، فاشتريته منه بأربعة دراهم، قال عمرو: ثم لقيت ذلك الرجل بالشام، وهو يذكر ذلك الحديث بعينه، فقلت بعته مني بأربعة دراهم،فقال: إنما بعتك بالعراق)[2]

والخطر الأكبر في تلك القصص التي يبثونها، والتي لها علاقة كبيرة بمجزرة بني قريظة، استناد القصص لأصل صحيح، ثم إضافة الكثير من الكذب عليه، فقد حدث أبو الوليد الطيالسي قال: كنت مع شعبة، فدنا منه شاب. فسأل عن حديث فقال له: أقاص أنت؟ قال: نعم. قال: اذهب؛ فإنا لا نحدث القصاص. فقلت له: لم يا أبا بسطام؟ قال: (يأخذون الحديث منا شبرا؛ فيجعلونه ذراعا)[3]

وروى عن أيوب قوله: (ما أفسد على الناس حديثهم إلا القصاص)[4]


[1]تحذير الخواص من أكاذيب القصاص، عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)، المحقق: محمد الصباغ، المكتب الإسلامي – بيروت، الطبعة: الثانية، 1394 هـ - 1974م، ص 49.

[2] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (2/ 165)

[3] القصاص والمذكرين (ص: 308).

[4] القصاص والمذكرين (ص: 308).

اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست